كتاب أخلاق العلماء للآجري

كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ لَهُمْ مُسْتَغْفِرٌ , حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وَهَوَامُّهُ , وَسِبَاعُ الْبَرِّ وَأَنْعَامُهُ , وَالسَّمَاءُ وَنُجُومُهَا , لِأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْعَمَى , وَنُورُ الْأَبْصَارِ مِنَ الظُّلَمِ , وَقُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ , يَبْلُغُ بِهِ الْعَبْدُ مَنَازِلَ الْأَحْرَارِ , وَمُجَالَسَةَ الْمُلُوكِ , وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَالْفِكْرُ بِهِ يُعْدَلُ بِالصِّيَامِ , وَمُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ , بِهِ يُطَاعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَبِهِ يُعْبَدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَبِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ , وَبِهِ يُعْرَفُ الْحَلَالُ مِنَ الْحَرَامِ , إِمَامُ الْعَمَلِ , وَالْعَمَلُ تَابِعُهُ , يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ , وَيُحْرَمُهُ الْأَشْقِيَاءُ»
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ , أَخْبَرَنَا الْمِصْرِيُّ , أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ -[36]- قَيْسٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ §لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ كُلُّ شَيْءٍ , حَتَّى الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْبَحْرِ»

الصفحة 35