كتاب أخلاق العلماء للآجري

لَا يَأْمَنُ شَرَّهُ , إِبْقَاءً عَلَى دِينِهِ , سَلِيمُ الْقَلْبِ لِلْعِبَادِ مِنَ الْغِلِّ وَالْحَسَدِ , يَغْلِبُ عَلَى قَلْبِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كُلِّ مَا أَمْكَنَ فِيهِ الْعُذْرُ , لَا يُحِبُّ زَوَالَ النِّعَمِ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعِبَادِ , يُدَارِي جَهْلَ مَنْ عَامَلَهُ بِرِفْقِهِ , إِذَا تَعَجَّبَ مِنْ جَهْلِ غَيْرِهِ ذَكَرَ أَنَّ جَهْلَهُ أَكْثَرُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ , لَا يَتَوَقَّعُ لَهُ بَائِقَةً , وَلَا يَخَافُ مِنْهُ غَائِلَةً , النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ , وَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي جَهْدٍ»
§ذِكْرُ أَخْلَاقِ هَذَا الْعَالِمِ وَأَوْصَافِهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: " جَمِيعُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ , مِمَّا يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مِنَ الْأَخْلَاقِ الشَّرِيفَةِ , كُلُّهَا تَجْرِي لَهُ بِتَوْفِيقٍ مِنْ مَوْلَاهُ الْكَرِيمِ , وَمَنْ جَرَى لَهُ التَّوْفِيقُ بِمَا ذَكَرْنَا كَانَ اسْتِعْمَالُهُ لِلْأَخْلَاقِ الشَّرِيفَةِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ , أَعْظَمَ شَأْنًا مِمَّا ذَكَرْتُ , مِمَّا قَدْ أَوْصَلَهُ مَوْلَاهُ الْكَرِيمُ إِلَى قَلْبِهِ , يُمَتِّعُهُ بِهَا شَرَفًا لَهُ بِمَا

الصفحة 65