كتاب حلية طالب العلم

فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق، فيدرج تدريس هذه المادة في فواتح دروس المساجد، وفي مواد الدراسة النظامية، وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خير في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب، وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم، وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرة علمه، وهكذا في مراحل حياته.
فإليك حلية تحوي مجموعة آداب، نواقضها مجموعة آفات، فإذا فات أدب منها، اقترف المفرط آفة من آفاته، فمقل ومستكثر، وكما أن هذه الآداب درجات صاعدة إلى السنة فالوجوب، فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم.
ومنها ما يشمل عموم الخلق من كل مكلف، ومنها ما يختص به طالب العلم، ومنها ما يدرك بضرورة الشرع، ومنها ما يعرف بالطبع، ويدل عليه عموم الشرع، من الحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعن الاستيفاء، لكن سياقتها تجرى على سبيل ضرب المثال، قاصداً الدلالة على المهمات، فإذا وافقت نفساً صالحة لها، تناولت هذا القليل فكثرته، وهذا المجمل ففصلته، ومن أخذ بها، انتفع ونفع، وهى بدورها مأخوذة من أأدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين (¬1) .
¬_________
(¬1) - من هذه الكتب: "الجامع" للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى، و"الفقيه والمتفقه" له، و"تعليم المتعلم طريق التعليم" للزرنوجي، و"آداب الطلب" للشوكايى، و"أخلاق العلماء" للآجري، و"آداب المتعلمين" لسحنون، و"الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين" للقابسي، و"تذكرة السامع والمتكلم" لابن جماعة، و"الحث على طلب العلم" للعسكري، و"فضل علم السلف على الخلف" لابن رجب، و"جامع بيان العلم لابن عبد البر، و"العلم فضله وطلبه" للأمين الحاج، و"فضل العلم" لمحمد أرسلان، و"مفتاح دار السعادة" لابن القيم، و"شرح الإحياء للزبيدي، و"جواهر العقدين" للسمهودى، و"آداب العلماء والمتعلمين" للحسين بن منصور - منتخب من الذي قبله -، و"قانون التأويل" لابن العربي، و"العزلة" للخطابي، و"من أخلاق العلماء" لمحمد سليمان، و"مناهج العلماء" لفاروق السامرائي، و"التعليم والإرشاد" لبدر الدين الحلبي، و"الذخيرة للقرافي" الجزء الأول، والأول من"المجموع" للنووي، و"تشحذ الهمم إلى العلم" لمحمد بن إبراهيم الشيبانى، و"رسائل الإصلاح" لمحمد الخضر حسين، و"آثار محمد البشير الإبراهيمي".
وغيرها كثير، أجزل الله الأجر للجميع آمين.

الصفحة 139