كتاب سيرة الإمام أحمد بن حنبل

وَيحل يَا احْمَد أَنا عَلَيْك وَالله شفيق واني لاشفق عَلَيْك مثل شفقتي على هَارُون ابْني فاجبني فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أعطوني شَيْئا من كتاب الله أَو سنة رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا ضجر وَطَالَ الْمجْلس قَالَ لي عَلَيْك لعنة الله لقد كنت طمعت فِيك خذوه فاسحبوه
قَالَ فَأخذت وسحبت ثمَّ خلعت ثمَّ قَالَ العقابين والسياط فجيء بالعقابين والسياط
قَالَ أبي وَقد كَانَ صَار إِلَى شَعْرَة أَو شعرتان من شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصررتهما كم قَمِيصِي فَنظر إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم إِلَى الصرة فِي كم قَمِيصِي فَوجه إِلَيّ مَا هَذَا مصر ورنى كمك
فَقلت شعر من شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسعى بعض الْقَوْم إِلَى الْقَمِيص ليحرقه فِي وَقت مَا أَقمت بَين العقابين
فَقَالَ لَهُم يَعْنِي المعتصم - لَا تحرقُوهُ انزعوه عَنهُ
قَالَ إِنِّي ظَنَنْت انه درئ عَن الْقَمِيص الحرق بِسَبَب الشّعْر الَّذِي كَانَ فِيهِ ثمَّ صيرت بَين العقابين وشددت يَدي وَجِيء بكرسي فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَابْن أبي دؤاد قَامَ على رَأسه وَالنَّاس أَجْمَعُونَ قيام مِمَّن حضر فَقَالَ لَهُ إِنْسَان مِمَّن شدني خُذ بِأَيّ الخشبتين بِيَدِك وَشد عَلَيْهِمَا فَلم افهم مَا قَالَ فتخالفت يداي لما شدت وَلم امسك الخشبتين

الصفحة 61