كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 24)

717/ 4 - "عَنْ أَبِى جَعْفَر: أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ جَاءَ لِلنَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِسَبىٍ مِن البَحْرَيْنِ فَنَظَرَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ تَبْكِى قَالَ: مَا شَأنُكِ؟ قَالَتْ: بَاعَ ابْنِى، فَنَظَرَ النَّبِى -صلى اللَّه عليه وسلم- أبعْتَ ابْنَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ: قَالَ: فِيمَنْ؟ قَال: فِى بَنِى عَبْسٍ، فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ارْكَبْ أَنْتَ بِنَفسِكِ فَائْتِ بِهِ".
. . . . . . (¬1).
717/ 5 - "عَنْ أَبِى جَعْفَر: أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِى كَانَ لِنَاسٍ مِنْ بَنِى النضير فَكَاتَبُوهُ عَلَى أَنْ يَغْرِسَ لَهُمْ كَذَا وَكَذَا وَديةً حَتَّى تَبْلُغَ عَشْرَ سَعَفَاتٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ضَعْ عِنْدَ كُلِّ نقيرٍ وَدية، ثُمَّ غَدَا النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَوَضَعَهَا لَهُ بِيَدِهِ وَدَعَا لَه فِيهَا فكأنها كانت عَلَى ثَبَجِ (*) الْبَحْرِ علت مِنْهَا وديةٌ فَلَمَّا أفَاءَهَا اللَّهُ -تَعَالَى- عَلَيْهِ وَهِىَ الميثب (* *) جَعَلَهَا صَدَقَة بِالمدِيَنَةِ".
عب (¬2).
¬__________
(¬1) نصب الراية لأحاديث الهداية جـ 4 ص 24 كتاب البيوع فصل فيما يكره فقد ذكر الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده بلفظ:
روى البيهقى في المعرفة في كتاب السير عن الحاكم بسنده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، أن أبا أسد جاء إلى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- بسبى من البحرين، فنظر -عليه السلام- إلى امرأة منهن تبكى، فقال: ما شأنك؟ قالت: باع ابنى، فقال -عليه السلام- لأبى أسد: أبعت ابنها؟ قال: نعم، قال: فيمن؟ قال: في بنى عبس، فقال -عليه السلام- اركب أنت بنفسك، فأت به، انتهى.
(*) ثبج: الثبجُّ: وسط الشئ تجمع وبرز المعجم الوسيط جـ 1 ص 93.
(* *) الميثب: بالكسر: الأرض السهلة. أقرب الموارد ص 402.
(¬2) المصنف لعبد الرزاق جـ 8 ص 418 رقم 15766 باب المكاتب على الرقيق فقد ذكر عن جعفر بن محمد عن أبيه بلفظ: عبد الرزاق، عن إبراهيم بن أَبى يحيى قال: أخبرنى جعفر بن محمد عن أبيه، أن سلمان الفارسى كان لناس من بنى النضير فكابتوه على أن يغرس لهم كذا وكذا وديَّة حتى تبلغ عشر سعفات فقال له النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- ضع عن كل فقير وديَّة، ثم غدا النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فوضعها بيده، ودعا له فيها، فكأنهما كانت على ثبج البحر، فأعلمت منها وديَّة، فلما أفاءها اللَّه عليه وهى المنبت جعلها اللَّه صدقة فهى صدقة بالمدينة.

الصفحة 203