كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 24)

717/ 26 - "عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ قَالَ: جَاءَ الْجُهَنِىُّ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُنَيْسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: مُرْنِى بِلَيْلَةٍ أَجِئُ فَأُصَلِّى خَلْفَكَ، جَعَلَنى اللَّهُ -تَعَالَى- فِدَاكَ".
ابن جرير (¬1).
717/ 27 - "عَنْ أَبى جَعْفَرٍ محمد بن على قَالَ: كَانَ فِى صَفْوَانَ بْنِ أُمَّيةَ ثَلَاثٌ مِنَ السُّنَّةِ: اسْتَعَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ سَارَ إِلَى حُنَيْن أَدْرُعًا مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ صَفْوَانُ: أغَصبٌ يَا مُحَمَّد؟ قَالَ: بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ، قَالَ: فَضُمِنَتِ الْعَارِيَةُ حَتَّى تُؤَدَّى إِلَى أَهْلِهَا، وَقَدِم الْمَدِيَنَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: مَا جَاءَ بِكَ يَا أبَا أُمَيَّةَ؟ قَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ! زَعَمَ النَّاسُ أَنْ لا خَلَاقَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: يَا أَبَا أُمَيَّةَ! لَتَرْجِعَنَّ حَتَّى تنبطح ببطحَاءِ مَكَّةَ فَعَرَفَ النَّاسُ أَنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَبَاتَ فِى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَسُرِقَتْ خَمِيصَتُهُ مِنْ تَحْتِ رَأسِهِ، فَظَفِرَ بِصَاحِبِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: إِنَّ هَذَا سَرَقَ خَمِيصَتِى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: اذْهَبُوا بِهِ فَاقْطَعُوُه، فَقَالَ! يَا رَسُولَ اللَّهِ! هِىَ لَهُ، فَقَالَ: أَلَا قَبْلَ أَنْ تَأتِينى بِهِ؟ فَعَرَفَ النَّاسُ أَنْ لَا بَأسَ بِالْعَفْوِ عَنِ الْحَدِّ مَا لَمْ يَنْتَهِ إِلَى الإِمَامِ".
¬__________
(¬1) الاستيعاب في معرفة الأصحاب في ترجمة عبد اللَّه بن أنيس الجهنى جـ 6 رقم 1477/ 109، 110 من حرف العين، القسم الأول، على هامش الإصابة في تمييز الصحابة.
قال الكلبى: عبد اللَّه بن أنيس -صاحب النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان مهاجريا أنصاريًا عقبيًا، وشهد أحد وما بعدها. يكنى أبا يحيى وعبد اللَّه بن أنيس هو الذى سأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ليلة القدر، وقال له: يا رسول اللَّه، إنى شاسع الدار فمرنى بليلة أنزل لها، فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين، وتعرف تلك الليلة بليلة الجهنى بالمدينة، وهو أحد الذين كسروا آلهة بنى سلمة.

الصفحة 212