كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 24)

بِيَدِهِ: فَجَعَلَ بِاطِنَهَا إِلَى الأَرْضِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَامَ شَيْبَةُ بْنُ رَبيعَةَ فَقَامَ إلَيْهِ حَمْزَةُ وكانا مشتبهين وأشار بيده فوق ذلك فقتله ثم قام عتبة بن ربيعة فقام إليه عبيدة بن الحارث وَكَانَا مِثْلَ هَاتَينِ الأسطوانتين فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَضَرَبَهُ عُبَيْدَةُ ضَرْبَةً أَرْخَتْ عَاتِقَهُ الأَيْسَرَ، فَأسِفَ (*) عُتْبَةُ لِرِجْلِ عُبَيْدَةَ فَضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ سَاقَهُ، وَرَجَعَ حَمْزَةُ وَعَلِىٌّ عَلَىَ عُتْبَةَ فَأَجْهَزَا عَلَيْهِ، وَحَمَلَا عُبَيدَةَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِى الْعَرِيشِ فَأَدْخَلَاهُ عَلَيْهِ، فَأَضْجَعَهُ رَسَوُلُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَوسَّدَهُ رجله وجعل يَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ عُبَيْدَةُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لو رآكَ أَبُو طَالِبٍ لَعَلِمَ أَنِّى أَحَقُّ بِقْولِهِ مِنْهُ حِينَ يَقُولُ:
وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ ... وَنَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلائِلِ
أَلَسْتُ شَهِيدًا؟ قَالَ: بَلَى وَأَنَا الشَّاهِدُ عَلَيكَ، ثُمَّ مَاتَ، فَدَفَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالصَّفْراءِ، وَنَزَلَ فِى قَبْرِهِ، وَمَا نَزَلَ فِى قَبْرِ أَحَدٍ غَيْرِهِ".
كر (¬1).
717/ 33 - "عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ فِى هَذِهِ الآيَةِ: {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}، قَالَ: فَجَاءَ بِأَبِى بَكْرٍ وَوَلَدِهِ، وَبِعُمَرَ وَوَلَدِهِ، وَبِعُثْمَانَ وَوَلَدِهِ، وَبِعِلىٍّ وَوَلَدِهِ".
كر (¬2).
¬__________
(*) فأسف: وفى حديث موت الفجأة "راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر" أى أخذه غضب أو غضبان يقال: أسِف يأسف أسفًا فهو آسف إذا غضب النهاية جـ 1/ ص 48 ب.
(¬1) أخرجه الكنز برقم 30008 والحديث في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير في غزوة بدر الكبرى جـ 3 ص 273 من طريق عبد اللَّه البهى مع اخلاف في اللفظ واتفاق المعنى.
(¬2) انظر الدر المنثور جـ 2/ ص 232 فقد أورده بلفظه، وعزاه إلى ابن عساكر.

الصفحة 215