كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 24)
كَمَا أَنْتَ حَتَّى أُدَخلَ يَدى فأحسَّه وأقصه، فإن كانت فِيه دابة أصَابتنى قَبلَكَ. قَالَ نَافِع: فَبلَغَنى أنه كَانَ في الغَارِ جُحْر فألقَمَ أبو بكْرٍ رِجْلَه ذَلِكَ الجُحْر تخوفًا أن يخرج منه دَابَّة أَوْ شَىْءٌ يُؤذِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-".
البغوى قَالَ ابن كثير: هَذَا مُرسلٌ حَسَنٌ، وَقَدَ رَوَاه وكيع بن الجَراح عَن نَافِع، عَن ابن عمر الجَمحى المكىِّ، عَنْ رَجُل لَم يُسمه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَبَا بكْر لمَّا انْتَهَيا إِلى الغَار إِذَا جُحْر في الغَارِ قَالَ: فَألقَمَها أبُو بكْرِ رِجْلَه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إن كَانَتْ لَدْغَة أَوْ لَسْعَةٌ كَانت بى دُونكَ (*) (¬1).
718/ 7 - "عَن ابن أَبِى مُليكَة قَالَ: لَمَّا فُتحَت مَكَّة صَعِدَ بِلَال البِيْت فَأذَّنَ، فَقَالَ: صَفْوَان بن أُمَيَّة لِلحَارِث بن هِشَام: أَلا تَرَى إِلَى هَذَا العَبْد، فَقَالَ الحارث: إن يكرهْهُ اللَّه -تَعَالى- يُغيِّره".
¬__________
(*) هكذا بالأصل، وفى مصنف ابن أبى شيبة: (كانت بى) دون ذكر (في دونك).
(¬1) أخرجه نفسير البغوى جـ 2 ص 293 - سورة التوبة - الجزء العاشر، آية {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} بلفظ: (وروى أنه حين انطلق مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى النار جعل يمشى ساعة بين يديه وساعة خلفه فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مالك يا أبا بكر؟ قال: أذكر الطلب فأمشى خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشى بين يديك، فلما انتهيا إلى الغار قال مكانك يا رسول اللَّه حتى أستبرئ الغار فدخل فاستبرأه ثم قال: انزل يا رسول اللَّه فنزل فقال عمر: والذى نفسى بيده لتلك الليلة خير من عمر ومن آل عمر. . . إلخ.
وفى مصنف ابن أبى شيبة جـ 14 ص 334 رقم 18465 كتاب (المغازى) ما قالوا في مهاجر النبى -عليه السلام- وأبى بكر وقدوم من قدم بلفظ: (حدثنا وكيع عن شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: مكث أبو بكر مع النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- في الغار ثلاثًا) وفى رقم 18466 بلفظ: (حدثنا وكيع، عن نافع، عن ابن عمر، عن رجل، عن أَبى بكر أنهما لما انتهيا قال: إذا جحر قال: فألقمه أبو بكر رجله فقال: يا رسول اللَّه! إن كانت لدغة أو لسعة كانت بى".