كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 24)

حديث عَمْرو بن عَبَسة (¬١) وفيه ذِكر أوقات الكراهة. وكان قدومه على ما في «الإصابة» (¬٢) بعد خيبر قبل الفتح.
* * * *

في حديث الزكاة (¬٣): « ... ولا صاحبَ كنزٍ لا يفعل فيه حقَّه، إلا جاء كنزُه يوم القيامة شُجاعًا أقرع يتبعه فاتحًا فاه، فإذا أتاه فرَّ منه فيناديه: خذ كنزك الذي خبَأْته فأنا عنه غني ... ».
ذكر في «حواشي صحيح مسلم» عن ابن المَلَك (¬٤) أن فاعل «يناديه» ضمير يعود على الكنز؛ ومستنده عدم تقدُّم مرجع غيره، وما جاء في بعض الروايات أن الكنز يقول لصاحبه: «أنا مالك، أنا كنزك» (¬٥).
والصواب: أن الفاعل ضمير يعود إلى الله عز وجل وإن كان غير مذكور فهو معلوم من المقام كما في {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: ٣٢]. ويبيِّن ذلك قوله: «فأنا عنه غني».
وفي بعض الروايات: «يتبع صاحبه حيثما ذهب، وهو يفرُّ منه، ويقال:
---------------
(¬١) برقم (٨٣٢)
(¬٢) (٧/ ٤٢٢) ط. دار هجر.
(¬٣) برقم (٩٨٨/ ٢٧) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(¬٤) كذا، وهو معروف بابن ملك، عبد اللطيف بن عبد العزيز بن فِرِشتا الكرماني (ت ٨٠١)، له «مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار». انظر «الفوائد البهية» (ص ١٠٧)، و «الأعلام»: (٤/ ٥٩).
(¬٥) أخرجه البخاري (١٤٠٣، ٤٥٦٥) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 151