كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 24)

أقول: كأنّ الرجل لا يعرف المنطوق من المفهوم! ولا يخفى أنه (¬١) من طلوع الفجر الصادق إلى الإسفار.
* * * *

في حديث المدينة (¬٢): «لا يصبر أحد على لَأْوائها [فيموت]، إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة [إذا كان مسلمًا]».
أقول: أراد ــ والله أعلم ــ الشفاعة الخاصة، وهي ما تكون في مغفرة الذنوب. ولهذا قال: «شفيعًا أو شهيدًا»؛ لأن الصابر قد لا يكون له ذنوب تتوقَّف مغفرتها على الشفاعة لكثرة حسناته، فهذا يكون له شهيدًا. والله أعلم.
* * * *

في «مسلم» (¬٣) عن معمر بن عبد الله: [إني] كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «الطعام بالطعام مثلًا بمثل» قال: وكان طعامنا يومئذ الشعير.
هذا الحديث حجَّة في أن الأطعمة كلُّها ربوية، ولكن (¬٤) يحتمل أن يُحمل على البرِّ والشعير فقط، بدلالة أنه لما فصَّل لم يَذكر غيرَهما، ويعتضد بقول الصحابي: وكان طعامنا يومئذ الشعير.
---------------
(¬١) في الأصل: «أن»، ولعل المثبت هو الصواب، ويكون الضمير راجعًا إلى الوقت المعتاد.
(¬٢) برقم (١٣٧٤/ ٤٧٧) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬٣) برقم (١٥٩٢).
(¬٤) بعده كلمة رسمها يحتمل: «ألا»، والسياق مستقيم بدونها.

الصفحة 162