كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 24)

في «صحيح مسلم» (¬١)، في فضائل سعد، وقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - له: «ارمِ فداك أبي وأمِّي».
قال المحشِّي: «وفي هذه التفدية إشارة إلى أن أبويه ــ عليه الصلاة والسلام ــ معزَّزان عنده، فكيف يقال في حقِّهما ما يقال، عفا الله عنَّا وعمَّن قال».
أقول: الذي آذى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما هو الذي يخوض في هذا البحث مع عدم الضرورة إليه. فأما من اضطُرَّ، فقال ما أدَّاه إليه الدليل، فهو معذور.
ثمَّ إن قولهم: «فداك أبي وأمي» لا يُقصد بها حقيقتها، كيف وأبواه - صلى الله عليه وآله وسلم - كانا قد ماتا؟ وإنما المقصود بهذه العبارة إظهار محبة المفدَّى.
فإن قلت: لعلَّ المراد فَدَياك في الآخرة، كان هذا عكس مراد المحشِّي.
والتحقيق ما قلنا، على أنَّ أبوي الرجل عزيزان عنده ولو كانا ... (¬٢).
وفي «الصحيح» (¬٣) زيارته - صلى الله عليه وآله وسلم - قبر أمِّه وما قال حينئذ.
وفي «الصحيح» (¬٤) أيضًا خبر إبراهيم - عليهم السلام - وشفاعته لأبيه يوم القيامة.
وقد مرَّ في فضائل عمر تفديته النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأبيه وأمّه (¬٥) مع أنَّهما ماتا
---------------
(¬١) برقم (٢٤١١).
(¬٢) لم يكمل المؤلف العبارة اكتفاءً بمعرفة القارئ للمراد.
(¬٣) «صحيح مسلم» (٩٧٦) من حديث أبي هريرة.
(¬٤) «صحيح البخاري» (٣٣٥٠) من حديث أبي هريرة.
(¬٥) الذي في «صحيح مسلم» (٢٣٩٥) أنه فدَّاه بأبيه فقط. وفي رواية البخاري (٧٠٢٣) تفديته بهما معًا بلفظ: «أعليك ــ بأبي أنت وأمي يا رسول الله ــ أغار؟».

الصفحة 165