كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 24)

أقول: أو لعله ردَّ عليه بالإشارة، ولم يرد عليه بالكلام. فالنفي والإثبات غير واردين على محلٍّ واحد. ويؤيده الحديث الذي عقبه:
* عبد الله: مررت برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -[وهو يصلِّي] (¬١) فسلمت عليه، فأشار إلي. طسص (ص). ولابن مسعود في «الصحيح» أنه سلم عليه فلم يردَّ عليه (¬٢).
* * * *

[فوائد من حديث اتِّخاذ بعض الصحابة الخيطين لمعرفة طلوع الفجر]
الأحاديث في أن بعض الصحابة كان يضع خيطين أبيض وأسود، فيأكل حتى يتبينا (¬٣)، تدل على أمور:
أحدها: على جواز اجتهاد الصحابة في حياة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وبحضرته.
ثانيها: أن مثل ذلك الاجتهاد يُعذَر صاحبه وإن أخطأ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يأمرهم بالقضاء.
وربما يدل على سقوط القضاء عمن أكل بعد طلوع الفجر ظانًّا بقاء الليل.
---------------
(¬١) زيادة من المعاجم الثلاثة.
(¬٢) «مجمع الزوائد» (٢/ ٨١ - ٨٢). والحديث في «المعجم الكبير» (٩٧٨٣) ــ ولم يذكره الهيثمي ــ، و «الأوسط» (٥٩١٨) و «الصغير» (٢/ ٢٧). وأما حديثه الآخر فقد أخرجه البخاري (١١٩٩، ٣٨٧٥) ومسلم (٥٣٨).
(¬٣) صحَّ ذلك من حديث عدي بن حاتم عند البخاري (١٩١٦) ومسلم (١٠٩٠)، ومن حديث سهل بن سعد عندهما عَقِبَ الحديث السابق.

الصفحة 190