كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 24)

[حول توالي الإضافات]
الحمد لله.
مما يدل على أن توالي الإضافات مناف للبلاغة قوله عز وجل: {ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} [الكهف: ٢٥].
فأما قوله تعالى: {مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ} [غافر: ٣١]، فإن «قوم نوح» كالكلمة الواحدة، والألفاظ ثلاثية ساكنة الأوسط، مع كونه في «الدأب» قد يُقلب ألِفًا، وهو في الأخيرين حرف علَة. والله أعلم (¬١).
* * * *

[بحث في اشتقاق «أَحبَّ»]
الحمد لله.
«أَحبَّ»: والأصل فيه أن المحبوب يَحِبُّ المُحِبَّ بمعنى يصيب حبَّةَ قلبِه، كما يقال: فَأَدْته وكَبَدْته ورَأَيْته. ويشهد له قول الأعشى (¬٢):
فأصبتُ حبَّةَ قلبِهـ[ـا] وطِحالَها
يريد أنها جعلته يحبها ويهواها، فكأنها استولت على حَبَّة قلبه.
ثمَّ أدخلوا على «حبّ» همزةَ التعدية فقالوا: أحبَّ فلانٌ فلانة، أي جعلها تَحِبُّه أي تصيب حبَّة قلبه.
---------------
(¬١) مجموع [٤٧١١].
(¬٢) «ديوانه» (ص ١٥٠) وصدره:
* فرميتُ غفلةَ عينه عن شاته *

الصفحة 350