كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 24)

سورة الفاتحة (¬١)
[البسملة آية من الفاتحة]
الحمد لله.
كون البسملة آيةً من الفاتحة مما لا ينبغي أن يُشكَّ فيه، لِمَا ثبت في «الصحيح» (¬٢) عن أبي سعيد [بن] المُعَلّى وعن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخبر بأنها السبع المثاني. وما قيل بأن: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} رأس آية، ممتنع في أسلوب القرآن.
ومما يدل على أنها آية من كلّ سورة كتابتها في المصحف. وما قيل من أنها كُتبت للفصل، مردودٌ باحتياط الصحابة مع علمهم بأنها إذا كُتبت ظنَّ الناسُ أنها آيةٌ من كل سورة.
وتَكْرارها ليس بقرينة؛ فإننا نعلم أن الكتب التي تبدأ بالبسملة، يصدُقُ عليها أن البسملة جزءٌ منها، وفي القرآن: {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: ٢٩ - ٣١]، فجُعِلت البسملة من الكتاب.
ولعلَّ مقصودَ مَن قال مِن السلف: إنها آية أُنزلت للفصل، وإنها ليست جزءًا من كل سورة = أنها ليست جزءًا من السورة متصلًا بها مرتبطًا، وهذا لا ينفي أن تكون جزءًا مستقلًّا، والله أعلم (¬٣).
---------------
(¬١) رتبت الفوائد على حسب ترتيب السور.
(¬٢) «صحيح البخاري» (٤٤٧٤) عن أبي سعيد، و (٤٧٠٤) عن أبي هريرة.
(¬٣) مجموع [٤٧٢٠].

الصفحة 5