كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 24)

ويلذذن بكم، غير أن لا توالد، قال لقيط: فقلت: أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟ فلم يجبه النبي صَلى الله عَليه وسَلم قلت: يا رسول الله، على ما أبايعك؟ قال: فبسط النبي صَلى الله عَليه وسَلم يده، وقال: على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزيال المشرك، وأن لا تشرك بالله إلها غيره، قلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب؟ فقبض النبي صَلى الله عَليه وسَلم يده، وظن أني مشترط شيئًا لا يعطينيه، قال: قلت: نحل منها حيث شئنا، ولا يجني امرؤ إلا على نفسه؟ فبسط يده، وقال: ذلك لك، تحل حيث شئت، ولا يجني عليك إلا نفسك، قال: فانصرفنا عنه، ثم قال: إن هذين لعمر إلهك، من أتقى الناس في الأولى والآخرة، فقال له كعب بن الخدارية، أحد بني بكر بن كلاب، من هم يا رسول الله؟ قال: بنو المنتفق أهل ذلك، قال: فانصرفنا، وأقبلت عليه، فقلت: يا رسول الله، هل لأحد ممن مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: قال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار، قال: فلكأنه وقع حر بين جلدي ووجهي ولحمي، مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأَبوك يا رسول الله، ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت: يا رسول الله، وأهلك؟ قال: وأهلي لعمر الله، ما أتيت عليه من قبر عامري، أو قرشي، من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد، فأبشرك بما يسوؤك: تجر على وجهك وبطنك في النار، قال: قلت: يا رسول الله، ما فعل بهم ذلك، وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه، وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: ذلك لأن الله، عز وجل، بعث في آخر كل سبع أمم، يعني نبيا، فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين».
أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على «المسند» ٤/ ١٣ (١٦٣٠٧) قال: كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزُّبَيري: كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عني، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن المغيرة الحزامي، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن عياش السمعي الأَنصاري القبائي، من بني عَمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العُقيلي، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر.

⦗١٢٩⦘
قال دلهم: وحدثنيه أبي: الأسود، عن عاصم بن لقيط، أن لقيطا خرج وافدا، فذكره (¬١).
• أَخرجه أَبو داود (٣٢٦٦) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا عبد الملك بن عياش السمعي الأَنصاري، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العُقيلي، عن أبيه، عن عمه (¬٢) لقيط بن عامر. قال دلهم: وحدثنيه أيضا أبي: الأسود بن عبد الله، عن عاصم بن لقيط؛
«أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال لقيط: فقدمنا على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، فذكر حديثا فيه: فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: لعمر إلهك».
---------------
(¬١) المسند الجامع (١١٢٩٧)، وتحفة الأشراف (١١١٧٧)، وأطراف المسند (٧٠١٤)، ومَجمَع الزوائد ١٠/ ٣٣٨.
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم، في السنة (٦٣٦)، والطبراني ١٩/ (٤٧٧).
(¬٢) في «تحفة الأشراف»: «عن أبيه، عن أبيه، عن عمه».

الصفحة 128