كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 24)

٥٣٨ - مالك بن صعصعة الأَنصاري (¬١)
١٠٨٢١ - عن أَنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ أقبل أحد الثلاثة بين الرجلين، فأتيت بطست من ذهب، ملآن حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، فغسل القلب بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا، ثم أتيت بدابة دون البغل، وفوق الحمار، ثم انطلقت مع جبريل عليه السلام، فأتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، ونعم المجيء جاء، فأتيت على آدم عليه السلام، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، ثم أتينا السماء الثانية، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، فمثل ذلك، فأتيت على يحيى، وعيسى عليهما السلام، فسلمت عليهما، فقالا: مرحبا بك من أخ ونبي، ثم أتينا السماء الثالثة، فمثل ذلك، فأتيت على يوسف عليه السلام، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، ثم أتينا السماء الرابعة، فمثل ذلك، فأتيت على إدريس عليه السلام، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، ثم أتينا السماء الخامسة، فمثل ذلك، فأتيت على هارون عليه السلام، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، ثم أتينا السماء السادسة، فمثل ذلك، ثم أتيت على موسى عليه السلام، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، فلما جاوزته بكى، قيل: ما أبكاك؟ قال: يا رب، هذا الغلام الذي بعثته بعدي، يدخل من أمته الجنة أكثر وأفضل مما يدخل من أمتي،
---------------
(¬١) قال المِزِّي: مالك بن صعصعة الأَنصاري، قيل: إنه من رهط أَنس بن مالك، له صحبة. «تهذيب الكمال» ٢٧/ ١٤٧.
ثم أتينا السماء السابعة، فمثل ذلك، فأتيت على إبراهيم عليه السلام، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، قال: ثم رفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل عليه السلام، فقال: هذا البيت المعمور، يصلي فيه

⦗١٦٣⦘
كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم، قال: ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، وإذا في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما الباطنان: ففي الجنة، وأما الظاهران: فالفرات، والنيل، قال: ثم فرضت علي خمسون صلاة، فأتيت على موسى عليه السلام، فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت علي خمسون صلاة، فقال: إني أعلم بالناس منك، إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لن يطيقوا ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك، قال: فرجعت إلى ربي عز وجل، فسألته أن يخفف عني، فجعلها أربعين، ثم رجعت إلى موسى فأتيت عليه، فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها أربعين، فقال لي مثل مقالته الأولى، فرجعت إلى ربي عز وجل، فجعلها ثلاثين، فأتيت موسى عليه السلام فأخبرته، فقال لي مثل مقالته الأولى، فرجعت إلى ربي عز وجل، فجعلها عشرين، ثم عشرة، ثم خمسة، فأتيت على موسى فأخبرته، فقال لي مثل مقالته الأولى، فقلت: إني أستحي من ربي عز وجل من كم أرجع إليه، فنودي: أن قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأجزي بالحسنة عشر أمثالها» (¬١).
- وفي رواية: «عن مالك بن صعصعة، أن نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: بينما أنا عند الكعبة بين النائم واليقظان، فذكر الحديث، قال: ثم انطلقنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل عليه السلام، فقيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم، ففتح له،
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١٧٩٨٧).

الصفحة 162