كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 24)

فقالوا: يا معشر الخزرج، إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا، تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، والله، إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم، قال: فانبعث من هنالك من مشركي قومنا، يحلفون لهم بالله، ما كان من هذا شيء، وما علمناه، وقد صدقوا، لم يعلموا ما كان منا، قال: فبعضنا ينظر إلى بعض، قال: وقام القوم، وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، وعليه نعلان جديدان، قال: فقلت كلمة، كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا: ما تستطيع يا أبا جابر، وأنت سيد من سادتنا، أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟ فسمعها الحارث، فخلعهما ثم رمى بهما إلي، فقال: والله لتنتعلنهما، قال: يقول أَبو جابر: أحفظت، والله، الفتى، فاردد عليه نعليه، قال: فقلت: والله، لا أردهما، قال: والله، فأل صالح، والله، لئن صدق الفأل لأسلبنه».
فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر منها.

⦗٦٩⦘
أخرجه أحمد (١٥٨٩١) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين، أخو بني سلمة، أن أخاه عُبيد الله بن كعب، وكان من أعلم الأنصار، حدثه، فذكره.
• أَخرجه ابن حبان (٧٠١١) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، قال: حدثنا عمار بن الحسن الهمداني، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: حدثني معبد بن كعب بن مالك، عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، وغيره؛
«أنهم واعدوا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أن يلقوه من العام القابل بمكة، فيمن تبعهم من قومهم، فخرجوا من العام القابل سبعون رجلا، فيمن خرج من أرض الشرك من قومهم، قال كعب بن مالك: حتى إذا كنا بظاهر البيداء، قال البراء بن معرور بن صخر بن خنساء، وكان كبيرنا وسيدنا: قد رأيت رأيا، والله ما أدري أتوافقوني عليه أم لا؟ إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر، يريد الكعبة، وإني أصلي إليها،

الصفحة 68