كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 24)

وعزل عقبة. فلما وصل كره أن ينزل بالموضع الذى اختطه عقبة، فنزل عنه بمسافة ميلين. واختط مدينة وأراد أن يكون له ذكرها ويفسد ما عمله عقبة. فسماها البربر تيكيروان «1» . فأخذ فى عمارتها.
وأمر الناس أن يخربوا القيروان ويعمروا مدينته «2» .
وتوجه عقبة مغضبا إلى معاوية بن أبى سفيان. فقال له: «إنى فتحت البلاد، ودانت لى، وبنيت المساجد، واتخذت المنازل، وأسكنت الناس. ثم أرسلت عبد الأنصار فأساء عزلى» فاعتذر إليه معاوية وقال: «قد رددتك إلى عملك واليا» . وتراخى الأمر حتى توفى معاوية وولى يزيد ابنه. فلما علم حال عقبة غضب وقال:
«أدركها قبل أن تهلك وتفسد» . ورده واليا على إفريقية.
ذكر ولاية عقبة بن نافع ثانية
قال: وكانت ولايته فى سنة اثنتين وستين، «3» فسار من الشام. فلما مر على مصر، ركب إليه مسلمة بن مخلد وسلم عليه،

الصفحة 25