كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 24)

مدائنهم قدرا فقالوا: مدينة يقال لها أربة «1» فيها الملك، وهى مجمع ملوك الزاب، وحولها ثلاثمائة قرية وسئون قرية كلها عامرة. فلما بلغهم أمره لجئوا إلى حصنهم، وهرب بعضهم إلى الجبال والوعر. فنزل عليها وقت المساء. فلما أصبح أمر بالقتال فكانت بينهم حروب حتى يئس المسلمون من الحياة. فأعطاه الله الظفر. فانهزم القوم وقتل أكثر فرسان الروم. وذهب عزهم من الزاب وذلوا آخر الدهر.
ورحل حتى نزل تاهرت. فلما بلغ الروم خبره، استعانوا بالبربر فأجابوهم ونصروهم. فقام عقبة وخطب الناس وحرضهم على القتال والتقوا واقتتلوا فلم يكن للروم والبربر طاقة بقتالهم. فقتلهم قتلا ذريعا وفرق جموع الروم عن المدينة.
ثم رحل حتى نزل طنجة. فلقيه رجل من الروم يقال له إيليان «2» وكان شريفا فى قومه. فأهدى إليه هدية حسنة ولاطفه ونزل على حكمه. فسأله عن بحر الأندلس. فقال: «إنه محفوظ لا يرام» .
فقال: «دلنى على رجال البربر والروم» . فقال: «قد تركت الروم خلفك وليس أمامك إلا البربر. وفرسانهم فى عدد لا يعلمه إلا الله تعالى

الصفحة 27