كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 24)

ذكر خروجه للغزو «1» وما فتحه من البلاد ومن «2» أطاعه من القبائل
قال: وفى هذه السنة ابتدأ عبد المؤمن بالغزو. وسار فى جيش كثيف، وجعل يمشى فى الجبل إلى أن وصل إلى تادلة «3» .
فمانعه أهلها وقاتلوه فهزمهم وفتحها. وتم منها إلى البلاد التى تليها.
ومشى فى الجبال يفتح «4» ما امتنع عليه. وأطاعه صنهاجة الجبل.
قال: فعند ذلك جعل أمير المسلمين على بن يوسف ولده تاشفين بن على ولى عهده، وأحضره من الأندلس، وكان أميرا عليها، وندبه لقتال عبد المؤمن، وذلك فى سنة إحدى وثلاثين «5» . فسار تاشفين لحربه «6» ، فكان يمشى فى الصحراء وعبد المؤمن فى الجبال.
وفى سنة اثنتين وثلاثين، كان عبد المؤمن بجيشه فى النواظر- وهو جبل عال مشرف- وتاشفين فى الوطأة، ويخرج من الطائفتين قوم يتطاردون ويترامون، ولم يكن بينهم لقاء. وسمى هذا عام النواظر، ويؤرخونه به.

الصفحة 290