كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 24)

ولما بلغ عبد الملك قتل زهير عظم ذلك عليه «1» ، وكانت المصيبة به كالمصيبة بعقبة. وشغل عبد الملك عن القيروان «2» ما كان بينه وبين عبد الله بن الزبير. فلما قتل ابن الزبير جهز عبد الملك حسان ابن النعمان إليها.
ذكر ولاية حسان بن النعمان الغسانى افريقية
قال: كان عبد الملك قد أمر حسان بن النعمان بالمقام بمصر في عسكر عدته أربعون ألفا «3» . وتركه بها عدة لما يحدث. فكتب إليه بالنهوض إلى إفريقية ويقول: «إنى قد أطلقت يدك فى أموال مصر، فاعط من معك ومن ورد عليك من الناس، واخرج إلى جهاد إفريقية على بركة الله» . قال ابن الأثير فى تاريخه الكامل: إنه استعمله فى سنة أربع وسبعين بعد مقتل عبد الله بن الزبير. وقال ابن الرّقيق إنه ندبه إلى إفريقية فى سنة تسع وستين «4» . قال: فدخل إفريقية بجيش عظيم ما دخلها مثله قط. فدخل القيروان وتجهز منها إلى قرطاجنّة.

الصفحة 34