كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 24)

خضراء «1» ، حافاتها وأرجلها منها مكللة باللؤلؤ والمرجان والياقوت وغير ذلك، وكان لها ثلاثمائة وستون رجلا.
ثم مضى إلى مدينة ماية «2» فغنم منها. ورجع إلى طليطلة فى سنة ثلاث وتسعين. وقيل: إنه اقتحم أرض جلّيقية فاخترقها حتى انتهى إلى مدينة استرقة، وانصرف إلى طليطلة. ووافته جيوشه التى وجهها من إستجة بعد فراغهم من فتح تلك المدائن التى سيرهم إليها.
ودخل موسى بن نصير الأندلس فى شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين فى جمع كثير «3» ، وقد بلغه ما صنع طارق فحسده «4» .
فلما نزل الجزيرة الخضراء قيل له: «تسلك طريق طارق؟» فأبى.
فقال له الأدلاء: «نحن ندلّك على طرق «5» أشرف من طريقه ومدائن لم تفتح بعد» »
. ووعده يليان بفتح عظيم، فسر بذلك.
فساروا به إلى مدينة ابن السليم «7» فافتتحها عنوة. ثم سار إلى مدينة قرمونة، وهى أحصن «8» مدن الأندلس. فتقدم إليها يليان وخاصته على حال المنهزمين فأدخلوهم مدينتهم. وأرسل موسى إليهم الخيل

الصفحة 49