أو صديق أو شهيد (¬1).
وروى أبو قبيل، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "إن القرآن والصيام يشفعان يوم القيامة لصاحبهما، فيقول الصيام: يارب إني منعته الطعام والشراب فشفعني فيه. ويقول القرآن: يارب إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان فيه" (¬2).
وروى أبو نعيم، عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه قال: كنت جالسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعته قول: "إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل (الشاب) (¬3) فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأك في الهواجر وأسهرك ليلك، وإن كل تاجر وراء تجارته، وإنك من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والحلة بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا،
¬__________
(¬1) رواه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 59/ 355 - 356 من طريق أبي عبد الرحمن كاتب محارب بن دثار، وموسى الفراء، كلاهما عن معفس بن عمران بن حطان، عن أم الدرداء، عن عائشة، به. ورواه ابن أبي شيبة 6/ 120 (29943) مختصرًا.
ورواه البيهقي في "الشعب" 2/ 347 (1998) من طريق شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، بنحوه. قال البيهقي: قال الحاكم: هذا إسناد صحيح ولم يكتب هذا المتن إلا بهذا الإسناد وهو من الشواذ.
ومن هذا الوجه أورده الألباني في "الضعيفة" (3858)، وقال منكر.
(¬2) رواه أحمد 2/ 174، والحاكم 1/ 554 من طريق حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم.
قلت: في إسناد أحمد، ابن لهيعة.
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (6626): إسناده صحيح.
(¬3) كذا بالأصل، وفي مصادر التخريج الآتي ذكرها: (الشاحب).