كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

فيقولان: بما كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلًا" (¬1).
وقال ابن عباس: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر (¬2).
فصل:
ذكر هنا في الفاجر الذي لا يقرأ: "كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها"، وفي البخاري قريبًا في باب: من راءى به: "وريحها مرٌّ" (¬3). وكأن ما هنا أجود؛ لأن الريح لا طعم له؛ إذ المرارة عَرَضٌ، والريح عَرَضٌ، والعَرَضُ لا يقوم بالعَرَضِ. وقد يقال: إن ريحها لما كان كريهًا استعار للكراهية لفظ المرارة لما بينهما من الكراهة المشتركة.
وروى ابن الضريس من حديث الجريري، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى: "مثل الذي يقرأ القرآن ويعمل به مثل الأترجة طيب ريحها طيب (خارجها) (¬4)، ومثل الذي يعمل به ولا يقرؤه كمثل النخلة طيب (خارجها) ولا ريح لها .. " الحديث (¬5).
¬__________
(¬1) أبو نعيم هذا هو الفضل بن دكين، والحديث رواه عنه أبو عبيد الهروي في "فضائل القرآن" ص 84 - 85، وابن أبي شيبة 6/ 130 (30036)، وأحمد 5/ 348، والدارمي 4/ 2135 - 2136 (3434).
(¬2) رواه الحاكم في "المستدرك" 2/ 528 - 529، وعنه البيهقي في "الشعب" 2/ 556 (2706). قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد لم يخرجاه. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1435).
(¬3) يأتي برقم (5059).
(¬4) كذا رسمها بالأصل.
(¬5) "فضائل القرآن" لابن الضريس.
وطرق قسامة بن زهير تنظر في "الضعفاء الكبير" للعقيلي 1/ 159 - 160 ترجمة
بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

الصفحة 101