كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

عمرو والحسن ذكرها البزار (¬1). وفي "مسند أحمد" أنه - عليه السلام - نقله من أربعين ليلة إلى سبع زاد ابن داود ولم ينزل عن سبع. وعنده أيضًا: "لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث" (¬2). وأمره - عليه السلام - أن يقرأه في سبع ليالٍ؛ أخذ به جماعة من السلف. روي ذلك عن عثمان بن عفان، وابن مسعود وتميم الداري وعن إبراهيم النخعي مثله. وذكر أبو عبيد عن زيد بن ثابت أنه سئل عن قراءة القرآن في سبع، فقال: حسن، ولأن أقرأه في عشرين أو في النصف أحب إلي من أن أقرأه في سبع، وسلني لم ذلك؟ أردده وأقف عليه (¬3). وكان أبي بن كعب يختمه في ثمان، وكان الأسود يختمه في ست، وعلقمة في خمس (¬4).
وروى الطيب بن سلمان، عن عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يختم القرآن في أقل من ثلاث (¬5).
وعن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث" (¬6).
¬__________
(¬1) "البحر الزخار" 6/ 338 (2346).
(¬2) "المسند" 2/ 165، 189، وسيأتي له مزيد تخريج قريبًا.
(¬3) "فضائل القرآن" ص 158.
(¬4) السابق ص 177 - 178.
(¬5) "فضائل القرآن" ص 179. قال الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" ص 254: حديث غريب جدًّا، وفيه ضعف؛ فإن الطيب بن سلمان هذا بصري، ضعفه الدارقطني، وليس هو بذاك المشهور.
(¬6) "فضائل القرآن" ص 179. ورواه أيضًا أبو داود (1390، 1694)، والترمذي (2949)، وابن ماجه (1347)، وأحمد 2/ 164، 165، 189، 195. صححه ابن حبان 3/ 35 (758). وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (6535، 6546، 6775، 6841): إسناده صحيح، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1257)، وفي "الصحيحة" (1513).

الصفحة 166