كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وقال الحسن: قرأ عمر: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)} [الطور: 7 - 8] فربا ربوة عِيدَ (¬1) منها عشرين يومًا.
وقال عبيد بن عمير: صلى بنا عمر صلاة الفجر فقرأ سورة يوسف، حتى إذا بلغ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84] بكى حتى انقطع فركع.
وفي حديث آخر: لما قرأ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ} [يوسف: 86] بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف.
وعن ابن المبارك، عن مسعر، عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه فليس بخليق أن يكون (علما ينفعه) (¬2)؛ لأن الله نعت العلماء فقال: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء: 107].
وقرأ عبد الرحمن بن أبي ليلى سورة مريم، فلما أتى إلى قوله: {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58] فسجد بها، فلما رفع رأسه قال: هذِه السجدة فأين البكاء (¬3)؟
فصل:
وكره السلف الصعق والغشي عند قراءة القرآن، ذكر أبو عبيد بإسناده عن أبي حازم قال: مر ابن عمر برجل من أهل العراق ساقط والناس حوله، فقال: ما هذا؟ فقالوا: إذا قرئ عليه القرآن أو سمع تذكر وخر من خشية الله. فقال ابن عمر: والله إنا لنخشى الله وما نسقط.
¬__________
(¬1) ورد بهامش الأصل: من العيادة، أي: مرض فعاده الناس عشرين يومًا.
(¬2) في الأصل: (علمًا لا ينفعه) والمثبت من "فضائل القرآن".
(¬3) انظر الآثار السابقة في "فضائل القرآن" لأبي عبيد ص 135 - 140.

الصفحة 170