كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

لكل أمة بعث إليها رسولًا ليببين لهم ما أنزل إليهم من ربهم، فإن عزب معناه على بعض من سمعه بينه الرسول له بما يفهمه المبين له (¬1). وطلبوا مصحف عبد الله بن مسعود أن يحرقوه كما فعلوا بغيره فامتنع، أخرجه الترمذي مطولًا (¬2)، ومسألة المعتبة في الإحراق إنما هي فيما التبس من كلام الخصوم كما أوضحه ابن رشد، وذكر الترمذي الحكيم في "ختم الأولياء" أنه - عليه السلام - روي عنه أنه قال: "إن الله تعالى لم ينزل وحيا قط إلا بالعربية" (¬3)، ويترجم جبريل لكل رسول بلسان قومه، والرسول صاحب الوحي يترجم بلسان أولئك، فإنما الوحي باللسان العربي.
وفيه الرغبة في رؤية كيفية تلقيه - عليه السلام - الوحي ليزداد يقينًا، فإنه لا ينطق عن الهوى.
¬__________
(¬1) "شرح ابن بطال" 10/ 218.
(¬2) "سنن الترمذي" (3104).
(¬3) روى الطبراني في "الأوسط" 5/ 47 (4635)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 230، و 6/ 5 من طريق العباس بن الفضل، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا: "والذي نفسي بيده ما أنزل الله وحيًّا قط على نبي بينه وبينه إلا بالعربية، ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانه".
قال ابن عدي 6/ 5: حديث منكر عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة بهذا الإسناد. وأعله الهيثمي في "المجمع" 10/ 52 بسليمان بن أرقم.
وانظر: "تذكرة الموضوعات" ص 113.

الصفحة 19