كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

أحرف " وفي رواية: "إن جبريل قال: يا محمد، اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده؛ فاستزاده حتى بلغ سبعة أحرف وكلٍّ شاف كاف ما لم يختم آيه رحمة بآية عذاب وآية عذاب بآية رحمة أقبل هلم تعال ادن أسرع أعجل" (¬1) وعن عبادة بن الصامت مرفوعًا: "استزدت جبريل حتى بلغ سبعة أحرف" (¬2) وعن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه قال: حدثثي أيوب أنه - عليه السلام - قال: "ونزل القرآن على سبعة أحرف" (¬3)، وعن قتادة، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا: "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف" وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (¬4)، وله في كتاب "الثواب" عن أبي ميسرة: ثزل القرآن لكل إنسان. والبزار عن عمر مرفوعًا: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" ثم قال: هذا الحديث إسناده حسن، ولا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه. وهذا الكلام قد روي عن أبي وحذيفة وأبي هريرة وغيرهم، وذكرناه عن عمر لجلالة عمر وحسن إسناده (¬5).
فصل:
اختلف في معنى قوله: "سبعة أحرف" فالأكثرون -كما قال المنذري- أنه حصر للعدد وقيل: توسعة وتسهيل لم يقصد به الحصر.
¬__________
(¬1) رواه أحمد 5/ 41، 51، وانظر: "الصحيحة" (842).
(¬2) رواه أحمد 5/ 114، وابن حبان 3/ 17 - 18 (742) عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب، به.
(¬3) رواه أحمد 6/ 433، 6/ 462 - 463 عن سفيان، عن عبيد الله، به، لكنه عن أم أيوب الأنصارية.
قال الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" ص 117: إسناد صحيح.
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" 6/ 138 (30115)، ورواه أحمد 5/ 16، 22. قال الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" ص 114: إسناد صحيح.
(¬5) "البحر الزخار" 1/ 425 - 426 (300).

الصفحة 31