كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

فصل:
معنى: (مر بجنبات أم سليم) أي: نواحيها، والجنبات: النواحي، ويحتمل أن يكون مأخوذًا من الجناب، وهو الفناء، وكأنه يقول: إذا مر بفنائها. وقوله: (وهو غَاصٌّ بِأَهْلِهِ). أي: ممتليء. وقوله: (فَبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ). النفر من الثلاثة إلى العشرة. وفي رواية: أنهم ثلاثة. وفي أخرى: اثنان. وقول أنس: إنهم قد ذهبوا. وقال قبل هذا: إنهما رجلان. ولا أدري آخبرته أم أُخبر بخروجهما، ويحتمل أن يكون حدث على الشك بعد ذَلِكَ، أو حدث أنه هو المخبر ثم طوى عليه الشك.
وفي الترمذي: وجلس طوائف يتحدثون في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1).
وقوله: ({نَاظِرِينَ إِنَاهُ}). أي: إدراكه ونضجه.
وقوله: وقال أنس: إنه خدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين. قلت: وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن عشرين، مات سنة ثلاث أو اثنين وتسعين. وقد نيف على المائة بزيادة سنتين أو ثلاث. وجاء في باب الوليمة حق: فمشى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومشيت معه، حتَّى جاء عتبة حجرة عائشة (¬2).
العتبة: -بفتح التاء- أسكفة الباب. وسلف الخلاف في وجوب الوليمة، وأن الأظهر عند الشافعية أنها سنة (¬3)، وفي قولٍ أو وجهٍ: واجبة (¬4)، وهو مذهب أحمد (¬5).
¬__________
(¬1) الترمذي (3218) وقد سبق.
(¬2) سيأتي برقم (5166).
(¬3) انظر: "البيان" 9/ 480.
(¬4) انظر: "روضة الطالبين" 7/ 333.
(¬5) في نسبة المصنف الوجوب لمذهب أحمد نظر، فالمذهب أنها مستحبة قولًا واحدًا، بل لم يختلف فيها أصحاب أحمد. قال في "الإنصاف" 21/ 314: وهي مستحبة، هذا المذهب، وعليه الأصحاب. وانظر: "المغني" 10/ 192 - 193، "المحرر" 2/ 39.

الصفحة 503