كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
قال أبو زيد: يقال هو المرء والأمر، وهي المرأة، والمرأة والمرة (والمريان) (¬1)، ولا تجمع.
وقوله: ("كَالضِّلَعِ"): يريد أنها عوجاء كالضلع.
والعوج قال ابن السكيت: هو بفتح العين فيما كان منتصبًا كالحائط والعود، وما كان في نشاط أو دين أو معاش فهو بكسر العين، يقال: في دينه عوج. ويؤيد ما ذكره قوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)} (¬2) [طه: 107].
وقال غيره: هو بالفتح في كل شخص مرئي، وبالكسر فيما ليس بمرئي (كالرأي والكلام) (¬3). وقال أبو عمرو الشيباني: هو بالكسر فيها جميعًا، ومصدرها بالفتح معًا، حكاه ثعلب عنه (¬4).
وقال الجوهري: هو بالفتح مصدر قولك عوج بالكسر فهو أعوج، والاسم: العِوج بكسر العين (¬5).
وقوله: "وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه" ولم يقل أعلاها، والضلع مؤنثة، وكذلك قوله: "لم يزل أعوج". ولم يقل عوجاء؛ لأن تأنيثه ليس بحقيقي.
وقال الداودي: إنما قال "كَالضِّلَعِ"؛ لأنها خلقت من ضلع آدم، من قصيرته، نام نومة، فاستل الملَك ضِلْعَهُ، فخلقت منه حواء، فاستيقظ آدم
¬__________
(¬1) في (غ): المرايان.
(¬2) نقله عنه الجوهري في "الصحاح" 1/ 331.
(¬3) من (غ)، وانظر: "النهاية في غريب الحديث" 3/ 315.
(¬4) هو بنصه عن ابن السكيت في "إصلاح المنطق" ص 164، وذكره ثعلب في "مجالسه" 1/ 85، ولم يعزه لأحد.
(¬5) "الصحاح" 1/ 331.
الصفحة 550
630