كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وهي جالسة عنده، فضمها إليه.
قال: وقوله: ("أعوج شيء في الضلع أعلاه") ضربه مثلًا على المرأة؛ لأن فيه اللسان وهو الذي يبقي من المرأة. وقيل في قوله تعالى: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء: 90] أنها كان في لسانها طول فأذهب عنها ذلك (¬1).
وروي عنه - عليه السلام - أنه قال في آدم: "فضلته بثلاث: كانت زوجته عونًا عليه وكانت زوجتي عونًا لي، ووسوس إليه شيطانًا وأعانني الله على شيطاني فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير" (¬2).
¬__________
(¬1) عزاه ابن كثير في "تفسيره" 9/ 439 إلى عطاء، واستظهر القول بأنها كانت عاقرا لا تلد فولدت.
قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" 9/ 79: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أصلح لزكريا زوجه كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخلق؛ لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها، ولم يخصص الله جل ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه، ولا على لسان رسوله، ولا وضع على خصوص ذلك دلالة، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم بأن ذلك مراد به بعض دون بعض.
(¬2) رواه البيهقي في "الدلائل" 5/ 448، والخطيب في "تاريخه" 3/ 331، وفي "تالي تلخيص المتشابه" (248)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (280)، من طريق محمد بن الوليد بن أبان، ثنا إبراهيم بن صدقة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضلت على آدم أن - عليه السلام - بخصلتين: كان شيطاني كافرا فأعانني الله حتى أسلم، وكن أزواجي عونا لي، وكان شيطان آدم كافرا وزوجته كانت عونا له على خطيئته".
قال البيهقي: فهذِه رواية محمد بن الوليد بن أبان، وهو في عداد من يضع الحديث.
وقال ابن الجوزي: لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1421): فيه محمد بن الوليد بن أبان القلانسي. =

الصفحة 551