كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

81 - باب قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]
5188 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ, حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ, وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ, وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهْيَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ». [انظر: 893 - مسلم: 1829 - فتح 9/ 254].
ذكر فيه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "كُلُّكُمْ رَاعِ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
الحديث سلف في الصلاة والاستقراض والعتق وغير موضع (¬1)، وهو مفسر للآية المذكورة؛ لأنه أخبر - عليه السلام - أن الرجل مسئول عن أهله، وإذا كان كذلك فواجب عليه أن يعلمهم ما يقيهم من النار. وقال زيد بن أسلم: لما نزلت هذِه الآية قالوا: يا رسول الله، هذا وقينا أنفسنا، فكيف بأهلينا؟ قال: "تأمرونهم بطاعة الله، وتنهوهم عن معاصي الله" (¬2) وروي ذلك عن علي.
والرعاية منها ما هو واجب، ومنها ما هو مندوب كما نبه عليه سيدي عبد الله بن أبي جمرة (¬3)، فهي بمعنى الحفظ والأمانة، ومنه قولهم: رعاك الله. أي: حفظك، وراعي الغنم: أي: الحافظ لها والأمين.
¬__________
(¬1) سبق برقم (2409، 2554، 2558، 2751)، وسيأتي برقم (5200، 7138).
(¬2) أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" 6/ 375.
(¬3) ورد بهامش الأصل: ذكر لي شيخنا المؤلف أنه ابن أبي جبرة -بالباء- وأنه رآه كذلك بمكة، فذاكرته أنا بما قاله الذهبي في "المشبته": بأنه ابن أبي جمرة - بالميم- وأصلحته أنا في خطي على ما قاله الذهبي.

الصفحة 556