كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وقد وقع مفسرًا عن غير النسائي، قال أحمد بن حنبل: فذكر منه حرفًا، قال: "كُنْتُ لَكِ" إلى آخره. وفي رواية ابن حبيب: قالت عائشة: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يقول لها إذا (عبر) (¬1): "يا عائشة كنْتُ لَكِ كأَبِي زَرْعِ لأُمِّ زَرْعِ". زاد في بعض الروايات: "إنه طلقها وإني لا أطلقك". ذكَرها أحمَد بن خالد في "مسنده".
وعند ابن الأنباري: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع في الألفة والوفاء لا في الفرقة والجلاء". قال: وقال عروة: إنما يرد هذا الحديث بهذا الحرف، فذكره (¬2).
قال القاضي: ولا خلاف في قوله: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ". والخلاف في بقيته.
وقال الخطيب أبو بكر: المرفوع من "كُنْتُ" إلى آخره، وما عداه فمن كلام عائشة - رضي الله عنها - حدثت به هي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بَيَّنَ ذلك عيسى بنُ يونسَ في روايته، وأبو أويس، وأبو معاوية، وقد رُوِيَ أنَّ القائلَ في حديث سعيد بن سلمة: (ثم أنشأ يحدث الحديث) هُوَ هِشَامٌ، حكى أن أباه أنشأ يحدث الحديث، فأوهم السامع من ذلك أن عائشة أخبرت به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3).
وقال الآجري، عن أبي داود: لما حدث هشام بن عروة بحديث أم زرع هجره أبو الأسود، يتيم عروة، وقال: لم يحدث عروة بهذا، إنما كان تحديثًا بهذا يقطع السفر.
¬__________
(¬1) كذا بالأصل؛ ولم يتبين معناها.
(¬2) "بغية الرائد" ص 18 - 20.
(¬3) "الفصل للوصل" 1/ 279 - 280.

الصفحة 564