كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وفي كتاب العقيلي: قال أبو الأسود بن محمد عبد الرحمن: لم يكن أحد يرفع حديث أم زرع غير هشام. وقال الدارقطني: الصحيح عن عائشة أنها هي حدثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقصة النسوة، فقال لها حينئذٍ: "كنْتُ لَكِ" إلى آخره.
وقول عيسى بن يونس، وسعيد بن سلمة، وسويد بن عبد العزيز، ومن تابعهم؛ عن هشام، عن أخيه عبد الله، عن أبيه، عنها، وهو الصواب.
ولا يدفع قول عقبة: عن هشام، عن (ابن) (¬1) رومان، عن عروة، عنها (¬2).
الوجه الثاني:
في الخبر الذي حكاه ابن الأنباري من رواية الهيثم بن عدي، عن هشام أنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة في الجاهلية. والهيثم متكلم فيه. وفي الخبر الذي رواه الدراوردي أنهن من بطن من بطون اليمن، وأنهن اجتمعن بقرية من قرى اليمن (¬3). وروي أيضًا في هذا الحديث من رواية أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم بسنده، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وقد اجتمع نساؤه ليخصني بذلك-: "يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع". قلت: يا رسول الله، ومن أبو زرع؟ فقال: "اجتمع نسوة من قريش بمكة، إحدى عشرة امرأة .. " وساق الحديث، وهو مخالف للأول.
¬__________
(¬1) في الأصول: أبي، وهو تحريف، والمثبت هو الصواب.
(¬2) "بغية الرائد" ص 20 - 22.
(¬3) رواه الزبير بن بكار في "الأخبار الموفقيات" ص 462، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ 176.

الصفحة 565