كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
قال عياض: وقرأت في بعض كتب الأدباء أن امرأة زوجت إحدى عشرة ابنة لها في ليلة ودخل بهن أزواجهن، فأمهلتهن سنة ثم زارتهن، فسألت كل واحدة عن زوجها. فأخبرتها بصفةٍ، فوافق حديث أم زرع كلام صاحبة (المس مس أرنب) بنصه، وصاحبة (رفيع العماد)، وصاحبة (زوجي لحم جمل غث)، وخالف في البواقي.
ويشبه أنه موضوع، فإن ألفاظه تنبئ عن ذلك، رُكِّبَ على حديث أم زرع، ولا يصح أن يكون (هو) (¬1) هذا؛ لصحة حديث أم زرع وضعف هذا، وإنما ذكرنا في بعض روايات حديث أم زرع ما دل أنهن غير أخوات (¬2).
الوجه الثالث: في بيان أسمائهن:
قال الخطيب: لا أعلم أحدًا سمَّى النسوة في حديث إلا من الطريق الذي أذكره، وهو غريب جدًّا، ثم ساقه من حديث الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الضحاك الحزامي، عن الدراوردي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي بعض نسائه فقال: "أنا لك كأبي زرع" قلت: يا رسول الله، وما حديث أبي زرع؟ فقال: "إن قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون اليمن، وكان منهن إحدي عشرة امرأة، وإنهن خرجن إلى مجلس من مجالسهن". فذكر الحديث.
وسمَّى الثانية عمرة (بنت عمرو) (¬3)، وسمى الثالثة حُيَّى بنت كعب،
¬__________
(¬1) من (غ).
(¬2) "بغية الرائد" ص 25.
(¬3) من (غ).
الصفحة 566
630