كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
(تخافه) (¬1). وقال صاحب "العين": إنه الطويل العنق (¬2). وقال ابن قتيبة: وقيل: إنه القصير. قال ابن الأنباري: فكأنه جعله من الأضداد. ولا (أعرفه) (¬3) عند أهل اللغة (¬4).
قلت: فَوَصْفُهَا له على رأي أبي عبيد - (مدح) (¬5)؛ لأن العرب تمدح الرجال والسادة بطول القامة، ويحتمل أن تريد علاقة بالحب؛ فلذلك كانت تكره النطق خوف المفارقة. وعند غيره أنها ذَامَّةٌ له تخبر أن له مَنْظرًا بلا مَخْبر.
فائدة:
العشنط بمعنى العشنق (¬6).
الوجه التاسع:
قول الرابعة: (تِهَامَةَ). من بلاد الحجاز.
وقال ابن بطال: إنها اسم مكة، وحرها شديد نهارًا، وليلها معتدل، فتذهب الشدة وتعتدل.
وخصته بهذا ورضيته بحسن صحبتها، وجميل عشرتها، واعتدال حاله، وسلامة باطنه، وثقتها به، وذلك أن الحرَّ والقُرَّ -بضم القاف، وهو البرد- كلاهما فيه أذى إذا اشتد، وهذا لا غائلة عنده، ولا شر فأخافه، ولا يسأمني، ولا يستثقل بي فيملَّ صحبتي (¬7).
¬__________
(¬1) في الأصول: تخالفه، وهو خطأ، والمثبت من "شرح ابن بطال" 7/ 300.
(¬2) "العين" 2/ 287.
(¬3) في الأصول: (أعرف)، والمثبت هو الصواب.
(¬4) انظر: "بغية الرائد" ص 63.
(¬5) من (غ).
(¬6) انظر: "الفائق" 3/ 50.
(¬7) "شرح ابن بطال" 7/ 300.
الصفحة 575
630