كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

كنفًا (¬1). ومنه قول عائشة - رضي الله عنها - تصف رجلًا (¬2) بالعفة: ما كشف من كنف أنثى قط (¬3). أي: أنه لم يكن يشتغل بالنساء ولا له فيهن مذهب، فعبرت عن ذلك بكشف الكنف، وهو الثوب الذي يكنفها أي: يسترها، ومنه قولهم: في كنف الله وحفظه، أي: ستره.
وقيل: معنى (لا يولج الكف) أي: لا يتفقد أموري وما يهمني من مصالحي، وهو كقولهم: ما أدخل فلان يده في الأمر، أي: لم يشتغل به ولم يتفقد، قاله أحمد بن عُبيد بن ناصح ونحوه عن ابن أبي أويس (¬4).
الوجه الثاني عشر:
قول السابعة: (عَيَايَاءُ أَوْ غَيَايَاءُ)، شك من الراوي، هل قاله بالمعجمة أو المهملة، والأكثر بغير شك، والشاك عيسى بن يونس، وعقبة بن خالد، وسائر الرواة يقولونه بالمهملة، وأما المعجمة فليس بشيء، قال ابن قتيبة: هو تصحيف، والعياياء من العي، وهو من الإبل الذي لا يضرب النُوق ولا يلقح، وكذلك هو في الرجال كأنه عيي عن ذلك.
والطباقاء -بالمد- من العي، الأحمق الفدم (¬5). وعبارة بعضهم: إنه المفحم الذي انطبق عليه الكلام، أي: انغلق، وصفته بعجز الطرفين (¬6)، وعند ابن حبان: الذي فيه رعانة وحمق، كالمطبق عليه في حمقه
¬__________
(¬1) سلف برقم (5052).
(¬2) ورد بهامش الأصل: هو صفوان بن المعطل.
(¬3) سلف برقم (4141) في آخر حديث الإفك.
(¬4) انظر: "بغية الرائد" ص 84 - 87.
(¬5) انظر: "غريب الحديث" 1/ 369.
(¬6) انظر: "الفائق" 3/ 51.

الصفحة 580