كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وقولها: (أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ). وجاء: (أو بجك) والبج: الجرح في الرأس خاصة و (الفل) (¬1) في جميع (الجسد) (¬2)، وقيل: هو الطعن، وقال ابن الأنباري: (ذلك): كسرك، ويقال: ذهب بمالك، يقال: فل القوم فانفلوا، ويقال: كسرك بخصومته، ويجوز أن يريد بالفل الإبعاد والطرد (¬3).
وقولها: (أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ)، أي: جمع الضرب والخصومة.
والشج: الجرح من الطعنة؛ وصفته بالحمق والتناهي في جميع النقائص والعيوب، وسوء العشرة مع الأهل، وعجزه عن حاجتها مع ضربها وأذاه لها، فإذا حدثته سبها، وإذا مازحته قبحها، وإذا غضب إما أن يشجها في رأسها أو يكسر عضوًا من أعضائها، وهو معنى (ذلك)، أو طعنها وهو معثى (بجك). قال ابن دريد: (بج) (¬4) القرحة إذا شقها وكل شق بج، وجمع ذلك كله لها من الضرب، والجرح، وكسر الأعضاء، والكسر بالخصومة، وموجع الكلام، وأخذ مالها.
الوجه الثالث عشر:
قول الثامنة؛ وصفته بحسن الخلق ولين الحديث كمس ظهر الأرنب ولينه. و (الزرنب): نبت من الطيب، واحدها زرنبة، قاله ابن حبان في "شرحه". يحتمل أن تكون أرادت طيب (ريح) (¬5) جسده أو طيب الثناء في الناس وانتشاره فيهم كريح الزرنب. قيل: يشبه ورق الطرفاء،
¬__________
(¬1) من (غ).
(¬2) من (غ).
(¬3) انظر: "الفائق" 3/ 51، "بغية الرائد" ص 91.
(¬4) من (غ).
(¬5) في الأصول: أريج، والمثبت هو الصواب، كما في "غريب الحديث" 1/ 369.

الصفحة 583