كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
ويسمى رِجْل الجراد لشبهها بها، وقيل: إنه الزعفران، وقيل: إنه المسك، وأنشد لسلمى أم الخير أم الصديق إذ كانت تنقزه:
عتيق وما عتيق ... ذو المنظر الأنيق
رشفت منه ريق ... كالزرنب العتيق
لأن غير المسك لايقال فيه العتيق، إنما هو من صفات المسك، وقيل: إنه صنف من الآس، وزعم ابن البيطار أنه أضرب عن كلام صاحب "الفلاحة" وإسحاق بن عمران. -يعني ما ذكره عياض من أنها شجرة عظيمة- قال: لأنه ليس بمعروف في زماننا هذا ولا من قبله أيضًا. وجاء في رواية أبي عبيد: (وأغلبه والناس يغلب) (¬1)، وصفته بالشجاعة. قال معاوية ووصف النساء يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام. وقال الأعشى الحِرْمَازي:
.................... وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ (¬2).
الوجه الرابع عشر:
قول التاسعة إلى أن قالت: (مِنَ النَّادِ). هو بحذف الياء، وهو
المشهور في الرواية ليتم السجع، وإن كان الفصيح في العربية إتيانها،
وصفته بالشرف وسناء الذكر نسبًا وسؤددًا في قومه، فهو رفيع فيهم،
وأصل العماد: عماد البيت، وجمعها عمد، وهي العيدان التي تعمد
¬__________
(¬1) رواها النسائي في "الكبرى" 5/ 357 (9139/ 5)، والزبير في "الأخبار الموفقيات" ص 462.
(¬2) رواه أحمد 2/ 201، وأبو يعلى (6871)، والبيهقي 10/ 240.
وهو عجز بيت صدره: وقَذَفَتْني بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ.
انظر: "غريب الحديث" للخطابي 1/ 240، "النهاية في غريب الحديث" 1/ 113، "لسان العرب" 1/ 214.
الصفحة 584
630