كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
بها البيوت. وإنما هذا مثل تعني: أن بيته [رفيع] (¬1) (في) (¬2) حَسَبِهِ، رفيع في قومه (¬3).
فبيته عالٍ بحِشْمَته وسعادته لا كبيت غيره من الفقراء، تقصد ارتفاعه؛ ليراه أرباب الحوائج والأضياف فيأتونه، وهذِه صفة بيوت الأجواد.
وتريد بالنجاد -بكسر النون- حمائل السيف، فكأنها وصفته بطول القامة، فإن كان طويلًا كانت حمائل سيفه طول، فوصفته بالطول والجود، وهو مما يمدح به الشعراء قال مروان في الرشيد:
قصرت حمائله عليه فقلصت ... ولقد تأنق قَيْنُها فأطالها
وقال الأعشى في هَوْذَة بن علي:
رفيع العماد طويل النجاد ... يحمي المضاف ويعطي الفقير
وقولها: (عَظِيمُ الرَّمَادِ) وصفته بالجود وكثرة الضيافة من لحم الإبل وغيرها، فإذا فعل ذلك عظمت ناره وكثر وقودها، فيكون الرماد كثيرًا (¬4)، وقيل: لأن ناره لا تطفأ ليلًا؛ ليهتدي بها الضيفان، ومن عادة الكرام يعظمون النيران في الظلمة ويوقدونها على التلال؛ ليهتدى بها. قالت الخنساء في أخيها:
وإن صخرًا لتأتم الهداة [به] (¬5) ... (كأنه) (¬6) علم في رأسه نار
¬__________
(¬1) زيادة يقتضيها السياق، مثبتة من "غريب الحديث".
(¬2) في الأصل: تعني، والمثبت من (غ).
(¬3) انظر: "غريب الحديث" 1/ 370.
(¬4) انظر: "غريب الحديث" 1/ 370.
(¬5) ساقطة من الأصول، ومثبتة من "الإيضاح في علوم البلاغة" ص 189.
(¬6) من (غ).
الصفحة 585
630