كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
وقال غيرها:
متى تأته تَعْشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد (¬1)
وقولها: (قَرِيبُ البَيْتِ مِنَ النَّادِ)، تريد (أنه ينزل) (¬2) بين ظهراني الناس ليعلموا مكانه، فينزلوا عليه ولا يبعد عنهم ولا يتوارى منهم، بخلاف اللئام (¬3).
والناد: المجتمع للمشاورة يبدو القوم حواليه، ولا يسمى ناديًا حتى يكون فيه أهله فَكَنَّتْ عن ارتفاع بيته في الحسب برفيع العماد. وعن طول قامته بطول النجاد، وعن كثرة القرى بعظيم الرماد، وعلم مكانه بقريب الناد.
الوجه الخامس عشر:
قول العاشرة تريد تعظيمه، و (ما) استفهامية، وفيها معنى التعظيم والتهويل وحقيقته: فمَا مَالِكٌ وما هو؟ أَيْ: أَيُّ شيء هو، ما أعظمه وأكبره وأكرمه، ومثله قوله: {الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2)} [الحاقة: 1 - 2]. و {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)} [القارعة: 1 - 2]. أَيْ: أيُّ شيء هي، ما أعظم أمرها.
وقولها: (مَالِكٌ خَيْر مِنْ ذَلِكِ). زيادة في التعظيم، وتفسير لبعض الإبهام، وأنه خير مما أُشِيرُ إليه من ثناء وطيب ذكر، أو فوق ما أعتقِدُهُ فيه من سؤدد وفخر.
¬__________
(¬1) عزاه في "إصلاح المنطق" ص 198 للحطيئة.
(¬2) في الأصل: إن نزل، والمثبت من (غ)، وهو الموافق لما في "غريب الحديث".
(¬3) انظر: "غريب الحديث" 1/ 370. بتصرف
الصفحة 586
630