كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

والنَّوَس: الحركة من كل شيء متدلٍّ، يقال: ناس يَنُوس نَوْسًا وأَنَاسَهُ غيرُهُ إناسَةً، وقال [ابن] (¬1) الكلبي: إنما سمي ملك اليمن ذو نُواسٍ؛ لضفيرتين كانتا تنوسان على عاتقه (¬2)، تريد: حلاني قرطه وشنوفًا ينوس بأذني (¬3).
وقولها: (مَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ) لم ترد العضد خاصة، إنما أرادت الجسد كله، تقول: إنما أسمنني بإحسانه إليَّ، فإذا سمنت العضد سمن الجسد (¬4). وقيل: قصدت بذكرها سجع الكلام.
وقولها: (وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي) أي: فرحني ففرحت، وقد بجح الرجل يبجح إذا فرح (¬5)، وقال ابن الأنباري: معناه: عظمني. وقال ابن أبي أويس: وسع على وتَرَّفني.
وقولها: (فوَجَدَنِي في أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ)، تريد: تصغير غنم.
و (بشق) أهل الحديث يقولون بالكسر، قال أبو عبيد: وهو بالفتح: اسم موضع (¬6). وصوبه الهروي، وقال النووي: إنه المعروف عند أهل اللغة، وحكاهما ابن الأنباري وأنه اسم موضع، قال ابن أبي أويس وابن حبيب: هو جبل لقلتهم (¬7)، زاد ابن أبي أويس: وقلة غنمهم (¬8).
¬__________
(¬1) ساقطة الأصول، ومثبتة من "غريب الحديث" 1/ 371 "شرح ابن بطال" 7/ 303، "بغية الرائد" ص 118.
(¬2) "غريب الحديث" 1/ 371.
(¬3) انظر: "المفهم " 6/ 343.
(¬4) انظر: "غريب الحديث" 1/ 371.
(¬5) انظر: "غريب الحديث" 1/ 371.
(¬6) انظر: "غريب الحديث" 1/ 372.
(¬7) في "شرح مسلم": يعني: بشق جبل لقلتهم.
(¬8) "شرح مسلم" 15/ 217.

الصفحة 589