كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وقال أبو حنيفة: يقال: قنحت من الشراب قنحًا، وقنحتُ أقنحُ قنحًا: تكارهت عليه بعد الري. والغالب: تقنحت. والترنح: كالتقنح (¬1).
قال عياض: حكى أبو علي القالي في "البارع" و"الأمالي": قنحت الإبل تقنح -بفتح النون في الماضي والمستقبل- قنحًا بإسكانها. وقال شمر: قنحًا: إذا تكارهت الشرب، ومن رواه بالفاء والتاء (أتفتح) إن لم يكن وهمًا فمعناه: التكبر والزهو والتيه. ويكون هذا الكبر والتيه من الشراب، لنشوة سكره، وهو على الجملة يرجع إلى عزتها عنده، وكثرة الخير لديها، أو يكون معنى أنفتح: كناية عن سمن جسمها واتساعه (¬2).
قال عياض: ولم يروه في الصحيح إلا بالنون، وكذا هو في جميع النسخ. وقال البخاري: قال بعضهم: فأتقمح، بالميم.
قال: وهو أصح، والذي بالنون معناه: أقطع الشرب وأتمهل فيه، وقيل: هو الشرب بعد الري.
وقولها: (فَأَتَصبَّحُ). أي: أنام الصبيحة؛ لأنها لها من يكفيها الخدمة من الإماء وشبهها.
وقولها: (عُكُومُهَا رَدَاح)، تريد: الأحمال والأعدال التي فيها الأوعية من صنوف الأطعمة والمتاع، واحدها عكم، كجلد وجلود. والرداح: العظيمة، تقول: هي كثيرة الحشو (¬3). يقال للمرأة: رداح؛ إذا كانت عظيمة العجز، ثقيلة الأوراك.
¬__________
(¬1) انظر: "شرح ابن بطال" 7/ 304 - 305.
(¬2) "بغية الرائد" ص 127 - 128.
(¬3) انظر: "غريب الحديث" 1/ 373 - 374.

الصفحة 593