كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
وقال ابن حبيب: إنما هو دراح. أي: ملاء، وليس كما قال الشارح: رداح.
قال (عياض: ما قاله) (¬1) أبو عبيد وغيره صحيح معروف، ومعناه ظاهر، وما أدري لم أنكر ابن حبيب وهو بنفسه معنى ما فسره هو به مع مساعدة سائر الرواة لما قاله أبو عبيد، فإن روايتهم كلهم رداح. قال: ولم أسمعها من شيخ، ولا وجدته في جماهير اللغة وصحاح العربية، إلا أن يكون وهم عليه، وإنما أراد: رِداح بكسر الراء، وأنكر فتحها فقط، فلقوله وجه، ويكون (رداح) هنا بمعنى ما قاله أبو عبيد، لكنه جمع (رادح) (¬2) كقائم وقيام، وكذا وجدته مضبوطًا عند بعض رواة الحديث بكسر الراء (¬3).
وقولها: (وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ)، هو بفتح الفاء أي: واسع كبير.
وقولها: (كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ)، هذا من تمادح الرجال، وأصل الشطبة ما شطب من جريد النخل وهو سعفه، وذلك أنه تنشق منه قضبان دقاق ينسج منها الحصر، يقال للمرأة التي تفعل ذلك: شاطبة، وجمعها شواطب، فأخبرت أنه مهفهف ضرب اللحم، شبهته بتلك الشطبة (¬4).
وعبارة ابن التين: أرادت أنه ضرب الجسم، وهو مما يمدح به الرجال.
¬__________
(¬1) من (غ).
(¬2) في الأصول: ردح، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب؛ لمناسبة (قائم) و (قيام).
(¬3) "بغية الرائد" ص 132 - 133.
(¬4) انظر: "غريب الحديث" 1/ 374.
الصفحة 594
630