كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وقال غيره: معناه أنها خفيفة أعالي البدن -وهو موضع الرداء- ممتلئة أسفله -وهو موضع الكساء- توضحه رواية: وملء إزارها.
قال عياض: أرادت امتلاء منكبيها وقيام نهديها بحيث يدفعان الرداء عن أعالي بدنها فلا يمسه، فيصير خاليًا بخلاف أسفله (¬1).
فصل:
سلف معنى قوله: (وَغَيْظُ جَارَتِهَا). وفي رواية: عَقْر جارتها. بالعين المفتوحة والقاف الساكنة.
قال عياض: كذا ضبطناه عن جميع شيوخنا، وضبطه الجياني: (عُبْر) بضم العين وإسكان الباء، وكذا ذكره (ابن الأنباري) (¬2)، وكأن الجياني أصلحه من كتاب ابن الأنباري، وفسره على وجهين: أحدهما من الاعتبار (أي) (¬3): ترى من حسنها وعفتها ما تعتبر به. والثاني: من العَبْرة: هي البكاء. أي: ترى من ذلك ما يبكيها لحسدها وغيظها، ومن رواه بالقاف فمعناه: تغيظها، فتصير كمعقورة، وقيل: تدهشها، من قولهم: عَقْرًا إذا دهش (¬4).
وعند الإسماعيلي: وذكرت كلب أبي زرع.
فصل:
قولها: (وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ). تريد بالأوطاب أسقيه اللبن،
¬__________
(¬1) "إكمال المعلم" 7/ 466.
(¬2) في الأصول وفي "شرح مسلم" للنووي 15/ 219 ابن الأعرابي، والمثبت من "إكمال المعلم" 7/ 467: وهو الصواب يوضحه ما ذكره بعد.
(¬3) من (غ).
(¬4) "إكمال المعلم" 7/ 467 بتصرف.

الصفحة 598