كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
لها كهو؛ لفرط محبة أم زرع له وإحسانه إليها. أخبرته هي أنه عندها أفضل. وهي له أحب من (أم زرع لأبي زرع) (¬1).
فصل:
قد أسلفنا في الوجه الخامس أن فيه التأسي بأهل الإحسان إلى آخره، وهو ما ذكره المهلب واعترضه القاضي فقال: هذا عندي غير مسلَّم؛ لأنا لا نقول أنه - عليه السلام - اقتدى بأبي زرع، بل أخبر أنه لها كأبي زرع، وأَعْلَم أن حاله معها مثل حالة ذلك لا على سبيل التأسي به، فأما قوله فيه التأسي فصحيح ما لم تصادمه الشريعة (¬2).
فصل:
قوله لها: ("كُنْتُ لَكِ") أي: أنا لك؛ كقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: 110] أي: أنتم خير أمة، ويمكن بقاؤها على ظاهرها كما قال القرطبي: إني كنت لك في علم الله السابق، ويمكن أن يكون مما أريد به الدوام كقوله: {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (¬3) [النساء: 134].
فصل:
في فوائده مختصرًا غير ما سلف: فيه: جواز إعلام الرجل بمحبته للمرأة إذا أمن عليها من هجر أو شبهه.
وفيه: ذكر محاسن النساء للرجال إذا كن مجهولات، بخلاف المعينات، فذلك منهي عنه في قوله: "لا تصف المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها" (¬4).
¬__________
(¬1) في الأصول: أبي زرع لأم زرع، والمثبت الصواب، وهو المناسب للسياق. انظر: "بغية الرائد" ص 168.
(¬2) "بغية الرائد" ص 171.
(¬3) "المفهم" 6/ 349 - 350.
(¬4) سيأتي برقم (5240) كتاب النكاح، باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها.
الصفحة 604
630