كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)
وفيه: ما يدل على التكلم بالألفاظ العربية والأسجاع، وإنما كره ذلك للتكلف.
وفيه: حسن المعاشرة مع الأهل ومحادثتهن بما لا إثم فيه، وأن بعضهن ذكرت ما في زوجها من عيبه، ولم يكن ذلك (غيبة) (¬1) إذا كانوا لا يعرفون، وإنما الغيبة مَن عين بما يكره ذكره.
وفيه: جواز قول المرء لصاحبه: بأبي أنت وأمي.
وفيه: الرد على من لم يجز قول هذا، وما يحكى عن الحسن ومن قال بقوله، وأنه لا يفدي أحدكم بمسلم، فهذِه عائشة قد قالته وأبواها مسلمان.
وفيه: شكر المرأة إحسان زوجها، وعليه ترجم النسائي، وخرج معه في الباب حديث ابن عمر: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر زوجها" (¬2).
وفيه: مدح المرء في وجهه إذا علم ذلك غير مفسد ولا مغير نفسه، والشارع مظنة كل مدح، ومستحق كل ثناء، وأن من أثنى بما أثنى فهو فوق ذلك كله.
وما أحسن قول البوصيري (¬3) فيما أخبرنا غير واحد عنه:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم ... واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم
فمبلغ العلم فيه أنه بشر ... وأنه خير خلق الله كلهم
وقد ورد في الأثر أنه - عليه السلام - كان لا يقبل الثناء إلا من مكافئ (¬4).
¬__________
(¬1) في الأصول: عيبًا، والمثبت هو الصواب، لمناسبته لما بعده.
(¬2) "السنن الكبرى" 5/ 354.
(¬3) في قصيدته المشهورة المعروفة بـ "البردة" وعليها كثير من المؤاخذات.
(¬4) رواه الترمذي في "الشمائل" (352)، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 425، والطبراني 22/ 158، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 291، وفي "الشعب" 2/ 157.
الصفحة 605
630