كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

وفيه: سؤال العالم عن بعض أمور أهله، إذا كان في ذلك سنة تنقل، ومسألة تحفظ، وإن كان فيه غضاضة، وعما لا غضاضة فيه، وإن كان من سره.
وفيه: توقير للعالم عما يخشى أن يجشمه، والمطل بذلك إذا لم يخش فواته، فإذا خشي ذلك جاز للطالب أن يفتش عما فيه غضاضة، وما لا غضاضة فيه.
وفيه: إجابة العالم في ابنته وفي امرأته مما سلف لها من خطأ، وما ضلت فيه من سنة.
وفيه: سؤال العالم في الخلوات وفي موضع التبرز، لا سيما إذا كان في شيء من أمر نسائه وأسراره، فلا يجب أن يسأل عن ذلك في جماعة الناس، ويترقب المواضع الخالية.
فصل:
وفيه -كما قال الطبري (¬1) -: الدلالة الواضحة على أن الذي هو أصلح للمرء وأحسن به الصبر على أذى أهله، والإغضاء عنهم، والصفح عما ناله منهم من مكروه في ذات نفسه دون ما كان في ذات الله، وذلك الذي ذكره عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صبره على ما يكون إليه منهن من الشدة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأذاهن وهجرهن له، ولم يذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه عاقبهن على ذلك، بل ذكر أن عمر هو الذي وعظهن عليه دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبنحو الذي ذكر عن عمر من خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تتابعت الأخبار عنه، وإلى مثله ندب أمته - عليه السلام -، وقد قال فيما روته عائشة - رضي الله عنها - عنه - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم خيركم لأهله،
¬__________
(¬1) "تهذيب الآثار" مسند عمر بن الخطاب 1/ 407 وما بعدها.

الصفحة 613