كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 24)

مرة غفر له ذنب مائتي سنة". وهو غريب من حديث ثابت، تفرد به الحسن (¬1) عنه (¬2).
قوله: ("أيعجز أحدكم") إلى آخره استنبط منه الداودي التكليف بما لا يشق وتأخير البيان إلى وقت الحاجة.
وفيه أيضًا أن عدم الترتيب في السور جائز؛ لأنه إذا قرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)} فالترتيب أن يقرأ ما بعدها فإذا أعادها فكأنه قرأ ما فوقها. وفي حديث أبي الدرداء: "أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن؟ ". قالوا: نحن أعجز. قال: "إن الله جزأ القرآن فجعل {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1)} جزءًا من أجزاء القرآن" (¬3). وهو شاهد لما أسلفناه.
فصل:
رواية إسماعيل بن جعفر عن مالك السالفة داخلة في رواية الأقران والمدبج (¬4).
¬__________
(¬1) جاء في هامش الأصل: الحسن بن أبي جعفر الجفري. قد ذكره الذهبي في "ميزانه" وذكر كلام الناس فيه إلى أن قال: ومن بلاياه، فذكر الحديث الذي في الأصل.
(¬2) رواه عن مسلم، عن إبرا هيم: الباغندي في "أماليه" (99)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (257). ومن طريقه ابن بشران في "أماليه" 2/ 142 - 143 (1229)، والبيهقي في "الشعب" 2/ 507 (2546)، والخطيب البغدادي 6/ 187، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 106 (152)، وقال: حديث لا يصح، والحسن ليس بشيء، قال الصفدي: واهي الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الألباني في "الضعيفة" (295): حديث منكر.
(¬3) رواه مسلم (811).
(¬4) الأقران -كما هو مقرر في مصطلح الحديث- هم المتقاربون في السن والإسناد، المشتركون في الأخذ عن الشيوخ. والمدبج منه هو أن يروي كل قرين عن أخيه =

الصفحة 85