كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 24)

٦٦١٨ - (٢٦٤٣) (٢١٠) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ، الْحَارِثُ بْنُ عُبَيدٍ، عَن أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "اقرَؤُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا"
ــ
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة بحديث جندب بن عبد الله رضي الله عنهما فقال:
٦٦١٨ - (٢٦٤٣) (٢١٠) (حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا أبو قدامة الحارث بن عبيد) الإيادي بكسر الهمزة بعدها تحتانية البصري المؤدب روى عن أبي عمران الجوني في العلم وصفة الجنّة وثابت وعدّة ويروي عنه (م د ت) ويحيى بن يحيى وابن المبارك وأبو نعيم وسعيد بن منصور قال أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به وقال النسائي ليس بذاك القوي وقال أحمد مضطرب الحديث وقال في التقريب صدوق يخطئ من الثامنة (عن أبي عمران) الجوني عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري (عن جندب بن عبد الله البجليُّ) الكوفي ثم البصري ثم المصري رضي الله عنه وهذا السند من رباعياته (قال) جندب (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرووا القرآن ما ائتلفت) وأقبلت (عليه) أي على القرآن (قلوبكم) وتدبرت فيه أي ما دامت قلوبكم تألف وتستأنس بالقراءة وتتدبر فيها (فإذا اختلفتم فيه) أي إذا أعرضت عنه قلوبكم وصارت في فكر شيء سوى قراءتكم وصارت القراءة باللسان مع غيبة الجنان (فقوموا عنه) أي اتركوا قراءته حتَّى ترجع قلوبكم إلى التأمل والتدبر في القراءة اهـ مثاوي قال القرطبي قوله (فإذا اختلفتم فيه فقوموا يحتمل هذا الخلاف أن يحمل على ما قلناه آنفًا في الحديث السابق قال القاضي وقد يكون أمره - عليه السلام - بالقيام عند الاختلاف في عصره وزمنه صلَّى الله عليه وسلم إذ لا وجه للخلاف والتنازع حينئذ لا في حروفه ولا في معانيه وهو صلى الله عليه وسلم حاضر معهم فيرجعون إليه في مشكله ويقطع تنازعهم بتبيانه.
قلت: ويظهر لي أن مقصود هذا الحديث الأمر بالاستمرار في قراءة القرآن وفي تدبره والزجر عن كل شيء يقطع عن ذلك والخلاف فيه في حالة القراءة قاطع عن ذلك في أي شيء كان من حروفه أو معانيه والقلب إذا وقع فيه شيء لا يمكن ردُّه على الفور فأمرهم بالقيام إلى أن تزول تشويشات القلب ويستفاد هذا من قوله اقرؤوا القرآن ما

الصفحة 584